إثيوبيا تتهم الجيش السوداني بالتوغل في أراضيها وتحذر "صمتنا ليس خوفا"

رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد (إلى اليمين) ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك. البلدان لديهما تاريخ طويل من التنافس

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

رئيس الوزراء الإثيوبي أبي آحمد (إلى اليمين) ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك. البلدان لديهما تاريخ طويل من التنافس الإقليمي

قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية اليوم الثلاثاء إن أديس أبابا تبنت التهدئة في الخلاف مع السودان "لكن يجب ألا يعتبر صمتنا خوفا".

واتهم المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية السودان بالتوغل في الأراضي الإثيوبية، قائلا: "الجيش السوداني استغل انشغال إثيوبيا بأزمة إقليم تيغراي، وتوغل في أراضينا".

وقال المتحدث إن بلاده متمسكة بالحوار مع السودان وتسعى لعدم تضخيم موضوع الحدود بين البلدين وجعله قضية إقليمية.

وكانت العلاقات بين أديس أبابا والخرطوم قد تدهورت في الأسابيع الأخيرة، مع ورود أنباء عن اشتباكات على الحدود بينهما، على هامش عملية عسكرية إثيوبية في منطقة تيغراي المتاخمة للسودان.

ويدور النزاع بينهما حاليا حول منطقة تعرف باسم الفشقة حيث يلتقي شمال غرب منطقة أمهرة الإثيوبية بولاية القضارف في السودان.

يأتي ذلك في ظل فشل مفاوضات الاتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي مؤخرا، ونقلت وكالة السودان للأنباء عن وزير الري السوداني، ياسر عباس، قوله إن بلاده "تقدمت باحتجاج شديد اللهجة لإثيوبيا والاتحاد الافريقي" بعد إعلان أديس أبابا عزمها بدء الملء الثاني لخزان سد النهضة في يوليو/تموز المقبل بغض النظر عن التوصل الى اتفاق أم لا.

وقال عباس إن اثيوبيا "أوضحت أنها غير ملزمة بتبادل المعلومات والبيانات والخطوات المتعلقة بملء الخزان وتشغيل السد".

واعتبر الوزير السوداني أن هذا الأمر "مرفوض"، وقال إن بلاده "لن تتفاوض إلى ما لا نهاية خاصة وأن حياة ملايين الاشخاص والمنشآت معرضة للخطر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق".

أعمال بناء في السد

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

الاتحاد الأفريقي توسط في المفاوضات الحالية

وأشارت إثيوبيا، التي قالت إنها وصلت إلى هدفها في العام الأول لملء خزان السد، مؤخرا إلى أنها ستواصل الملء بغض النظر عما إذا كان قد تم إبرام اتفاق أم لا.

ويعد نهر النيل، أطول نهر في العالم، شريان حياة يوفر الماء والكهرباء للدول العشر التي يمر بها.

وتلتقي روافده الرئيسية، النيل الأبيض والأزرق، في العاصمة السودانية الخرطوم قبل أن تتدفق شمالًا عبر مصر ثم إلى البحر الأبيض المتوسط.

وكما الحال مع معظم النزاعات الحدودية؛ لدى كل طرف تحليل مختلف للتاريخ والقانون وكيفية تفسير المعاهدات القديمة، كما أن هذا النزاع يعد أيضا أحد أعراض مشكلتين أكبر أثارتهما التغييرات السياسية التي قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

وكانت العلاقات بين السودان وإثيوبيا قد وصلت إلى أدفأ درجاتها عندما سافر آبي إلى الخرطوم في يونيو/حزيران من عام 2019 لتشجيع المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية والجنرالات السودانيين على التوصل إلى اتفاق بشأن حكومة مدنية بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير.

وقد حاول رئيس الوزراء السوداني حمدوك رد الجميل من خلال عرض المساعدة في حل الصراع الإثيوبي في تيغراي، وقد تم رفض عرضه مؤخرا في قمة 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي حيث أصر آبي أحمد على أن الحكومة الإثيوبية ستتعامل مع شؤونها الداخلية بنفسها.