الكربون هو أحد أكثر العناصر وفرة على الأرض وهو موجود بعدة أشكال مختلفة: ثاني أكسيد الكربون الموجود كغاز في الهواء، الكربون الذي تتكون منه كل جزيئات الكائنات الحية، والكربون الموجود في المعادن ورواسب الوقود الأحفوري في باطن الأرض. كل ذلك هو جزء من عملية ديناميكية تسمى “دورة الكربون” ويلعب التنفس الحيوي والتركيب الضوئي النباتي دورًا حيويًا في الحفاظ على توازن هذه العملية.

نصب تركيزنا في هذه المقالة على ثاني أكسيد الكربون فقط، فهو الغاز الرئيسي الذي يساهم في تأثير الإحتباس الحراري على الأرض. لكن ثمة مركبات غازية أخرى في الهواء تلعب دورًا في هذه الظاهرة أيضًا كالميثان مثلًا (وهو مركب كربوني أيضًا) وأكسيد النيتروس والأوزون وغيرها من الغازات – جميعها تسمى “غازات الدفيئة” وتشارك في عملية الإحتباس الحراري.

ببساطة، يتسبب تأثير غازات الدفيئة في احتباس الأرض لمزيد من الحرارة من إشعاع الشمس في الغلاف الجوي القريب من سطح الكوكب. ويرتبط مقدار الحرارة المحتبسة ارتباطًا مباشرًا بنسب ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى في الغلاف الجوي.

في القرن الماضي أو نحو ذلك، زاد البشر من كمية ثاني أكسيد الكربون في الهواء من خلال تحرير الكربون المحتجز في الأرض لملايين السنين – على شكل نفط وفحم وغاز – وإطلاقه في الغلاف الجوي عبر حرق الوقود. وبالإضافة إلى ذلك، فإن زوال الغابات يشكل عاملًا أساسيًا إضافيًا في اختلال التوازن في دورة الكربون حيث هناك عدد أقل من الأشجار والنباتات الأخرى على سطح الأرض لتخزين الكربون الإضافي الذي يتم إطلاقه في الغلاف الجوي عن طريق النشاطات البشرية.

يعتمد مستقبل الحياة على الأرض على القرارات البشرية بشأن استخدام الطاقة على المستوى الدولي. فواجب علينا اتخاذ إجراءات جماعية للحد من إنبعاثات الكربون من خلال تحويل الإستثمارات في الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة وزيادة كفاءة الطاقة وتغيير أنماط استهلاكنا. هذه قرارات ضرورية تحتاج إلى إجراءات جماعية حاسمة على نطاق عالمي، ويجب أن تكون ذات أولوية على كل مستوى مع الهدف الواضح لحماية الأجيال القادمة وتوفير العدالة المناخية في جميع أنحاء العالم.

من أجل هواء صحيّ ونظيف

يتعرض أكثر من ٩٠٪ من سكان العالم للهواءالخارجي السامّ. ويقدّر أن تلوث الهواء يتسبب في أكثر من ٧ ملايين حالة وفاة مبكرة في جميع أنحاء العالم سنويًا.

انضم إلينا