FILE PHOTO: Houthi fighter stands on the Galaxy Leader cargo ship in the Red Sea
مسلح حوثي يقف على متن الناقلة المحتجزة غلاكسي رايدر في 20 ديسمبر الماضي.

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، تصنيف جماعة أنصار الله الحوثي مجموعة إرهابية عالمية، مصنفة بشكل خاص، وذلك اعتباراً من 30 يوماً من اليوم.

وأشار بيان صادر عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أنه ومنذ نوفمبر الثاني شن الحوثيون هجمات غير مسبوقة على السفن البحرية الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وكذلك على القوات العسكرية المتمركزة في المنطقة للدفاع عن سلامة وأمن الشحن التجاري".

وتابع أن هذه الهجمات التي استهدفت حركة الشحن الدولي أدت إلى تعريض البحارة للخطر وتعطيل التدفق الحر للتجارة وتعارضت مع الحقوق والحريات الملاحية".

وأكد البيان أن "هذا التصنيف يسعى  إلى تعزيز المحاسبة على الأنشطة الإرهابية للجماعة. وإذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن فستعيد الولايات المتحدة تقييم هذا التصنيف." 

وشدد بلينكن على أنه يجب محاسبة الحوثيين على أفعالهم لكن لا ينبغي أن يكون ذلك على حساب المدنيين اليمنيين.

وتحدث عن اتخاذ "خطوات مهمة للتخفيف من أي آثار سلبية قد يخلفها هذا التصنيف على شعب اليمن".

وجاء في البيان أنه "خلال فترة تأخير التنفيذ لمدة 30 يوماً ستتواصل الحكومة الأميركية مع أصحاب المصلحة ومقدمي المساعدات والشركاء الذين يلعبون دوراً حاسماً في تسهيل المساعدات الإنسانية والاستيراد التجاري للسلع الحيوية في اليمن".

كما ستنشر وزارة الخزانة أيضاً تراخيص تجيز بعض المعاملات المتعلقة بتوفير الغذاء والدواء والوقود وكذلك التحويلات الشخصية والاتصالات والبريد وعمليات الموانئ والمطارات التي يعتمد عليها الشعب اليمني.

واعتبر مسؤول أميركي أن الهدف من تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية هو "القضاء على تمويلهم وتسليحهم"، مشيرا إلى أن هجماتهم على القوات العسكرية الأميركية والسفن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن "تعريف حرفي للإرهاب".

وأوضح أن واشنطن تريد أن يجبر هذا التصنيف الحوثيين على الابتعاد عن إيران.

وأعتبر أن قرار سريان التصنيف خلال 30 يوما لمنح الوقت لتقليل تأثير ذلك على شعب اليمن.

وشدد المسؤول الأميركي على التزام واشنطن بحل الصراع في اليمن، ودعم الجهود الخليجية والأممية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد أزالت الجماعة من اللائحة قبل ثلاث سنوات، لأسباب إنسانية.

واعتبر مسؤولون كبار في الخارجية، فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، إن اتخاذ الإجراء جاء بسبب استمرار الحوثيين المدعومين من إيران في هجماتهم على البحر الأحمر وخليج عدن.

وقالوا إن هذه الهجمات "تعد مثالا واضحا على الإرهاب وانتهاك القانون الدولي وتهديدا كبيرا للتجارة العالمية الحية، كما أنها تعرض للخطر إيصال المساعدات الإنسانية".

واستعرض المسؤولون ما قام به الحوثيون في الأسابيع الماضية إذ "انخرطوا في هجمات غير مسبوقة على القوات الأميركية وسفن دولية تعمل في البحر الأحمر وخليج عدن".

وأشاروا إلى الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية لمواجهة هجمات الحوثيين، وقالوا إن "الولايات المتحدة أطلقت الشهر الماضي عملية 'حارس الازدهار' وهي تحالف يضم أكثر من 20 دولة ملتزمة بالدفاع عن الشحن الدولي وردع الهجمات في البحر الأحمر. وانضمت الولايات المتحدة أيضا إلى أكثر من 40 دولة في إدانة تهديدات الحوثيين".

وتابعوا: "هذا الشهر أصدرت الولايات المتحدة  بالتعاون مع 13 دولة من الحلفاء والشركاء تحذيرا لا لبس فيه بأن المتمردين الحوثيين سيتحملون العواقب إذا لم تتوقف هجماتهم. والأسبوع الماضي أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب الحوثيين بإنهاء الهجمات على السفن التجارية. وفي الأسبوع الماضي نجحت القوات العسكرية الأميركية بالتعاون مع المملكة المتحدة وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا في تنفيذ ضربات ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمردون الحوثيون لتعريض حرية الملاحة في واحدة من أهم الممرات المائية الحيوية في العالم للخطر".

وأضافوا: "مع ذلك وعلى الرغم من التحذيرات التي لا تعد ولا تحصى والانخراط الدبلوماسي، فإن هذه الهجمات التي يشنها الحوثيون لم تتوقف".

وشددوا أخيرا على أن "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائنا لاستخدام جميع الأدوات المتاحة لتعزيز المحاسبة على الهجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر ووضع حد لها".

ومع بدء الحرب في غزة، كثفت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران هجماتها على سفن تجارية تقول إنها مملوكة لإسرائيل أو متجهة إليها، في البحر الأحمر وخليج عدن.

الصاروخ الباليستي المضاد للسفن تسبب في حدوث فيضان داخل الناقلة
الصاروخ الباليستي المضاد للسفن تسبب في حدوث فيضان داخل الناقلة

قالت القيادة المركزية الأميركية، السبت، إن المتمردين الحوثيين استهدفوا ناقلة نفط بصاروخ باليستي مضاد للسفن في البحر الأحمر.

وذكرت القيادة المركزية في بيان على منصة "إكس" أن الناقلة المستهدفة هي "إم تي ويند" التي ترفع علم بنما وتمتلكها وتديرها اليونان.

وأضاف البيان أن السفينة رست مؤخرا في روسيا حيث كانت متجهة الى الصين.

وتسبب الصاروخ الباليستي المضاد للسفن في حدوث فيضان داخل الناقلة أدى إلى فقدان عملية الدفع والتوجيه" من دون تسجيل أية إصابات، بحسب بيان القيادة المركزية، الذي أشار إلى أن السفينة "استأنفت مسار إبحارها بإمكانياتها الذاتية".

ووصف البيان هجوم الحوثيين المدعومين من إيرن بأنه "سلوك مشين ومتهور.. يهدد الاستقرار الإقليمي ويعرض حياة البحارة في البحر الأحمر وخليج عدن للخطر".

وفي وقت سابق قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري إن ناقلة نفط ترفع علم بنما تعرضت لهجوم قرب مدينة المخا اليمنية على البحر الأحمر.

وذكرت أمبري أن اتصالا لاسلكيا أشار إلى أن السفينة أُصيبت بصاروخ وأن حريقا اندلع على متنها على بعد 10 أميال بحرية جنوب غربي المخا. 

وأضافت أمبري في وقت لاحق أن الناقلة تلقت مساعدة وأن إحدى وحدات التوجيه بالسفينة تعمل، بحسب معلومات وردت إليها دون ذكر مزيد من التفاصيل.

ويأتي الحادث في ظل هجمات يشنّها الحوثيون في اليمن منذ نوفمبر على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. ويقول المتمردون إن الهجمات تأتي تضامنا مع الفلسطينيين في القطاع المحاصر.

ولمحاولة ردعهم و"حماية" الملاحة البحرية، تشن القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 يناير. 

وينفذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدة للإطلاق.

ودفعت الهجمات والتوتر في البحر الأحمر الكثير من شركات الشحن الكبرى الى تحويل مسار سفنها الى رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب إفريقيا.